العاصمة تنتفض في الخفاء.. والقذافي يفقد السيطرة
عليهاعلمت صحيفة برنيق من مصادر موثوقة في مدينة
طرابلس أن علم الاستقلال يرفرف كل صباح في معظم شوارع العاصمة، مشيرة إلى أن
القذافي يفقد السيطرة يوما بعد يوم على طرابلس بسبب هروب عدد كبير من أفراد الكتائب
الأمنية، وأشارت الأنباء اليوم الأحد إلى وجود اشتباكات بين الثوار والكتائب في
منطقة سوق الجمعة.
وأكدت المصادر على وجود حراسة مشددة
وبأعداد كبيرة من جنود الكتائب الأمنية أمام المحكمة في سوق الجمعة حتى لا يرفع علم
الاستقلال على المبنى.
وأوضحت المصادر أن حكومة القذافي طلبت
متطوعين للانضمام إلى الكتائب مقابل الحصول على مبلغ 50 ألف دينار وشقة، لكنها
أشارت إلى أن عدد كبير من المتطوعين بدءوا في الهروب.
وقد استدعى القذافي مواليد1970 حتى 1990
للالتحاق بالكتائب إجباري.
وأشارت المصادر إلى أنه بعد تسليحهم بدأ
البعض منهم في سرقة أسواق الجملة منها سوق الكريمية بطرابلس.
نشيد الاستقلالوفي سياق آخر قال مصدر مطلع في طرابلس إن
معلمة في مدرسة “على سيالة” للبنات في منطقة زاوية الدهمانى طلبت من مجموعة من
الطالبات رفع علم الاستقلال خلال الطابور الصباحي، وإنشاد نشيد الاستقلال “يا
بلادي”.
وأفادت المصادر أن معلمة من اللجان الثورية
ظهرت بقصد التشويش على الطالبات، وهي تقول “الله ومعمر وليبيا وبس”, واستمرت
الطالبات في النشيد, على مسمع من الجيران، وجاء الأمن وقام بإغلاق المدرسة واستدعوا
أولياء أمور الطالبات، حيث قال الأهالي إنهم لا علم لهم بشيء ولا يدرون بما
حدث.
ويقول سكان طرابلس إن نشطاء يشنون هجمات
ليلية متقطعة على قوات القذافي ويعقدون تجمعات ليلية في مناطق للثوار، غير أن أغلب
الناس يشعرون بخوف بالغ لدرجة تحول دون قيامهم بأي خطوة بعد ما يعتقد الناس أن هناك
حملة اعتقالات جماعية.
قطع الاتصالاتوكانت حكومة القذافي قد قطعت اتصالات
الإنترنت في أنحاء طرابلس باستثناء الفنادق الخاضعة لمراقبة مشددة والتي تستضيف
صحفيين أجانب مما يجعل من الصعب على النشطاء الشبان تنظيم احتجاجات أو نشر لقطات أو
صور لتجمعاتهم أو هجماتهم على الإنترنت، والتجمع الوحيد المسموح به هو صلاة الجمعة
وهي أيضا تراقب عن كثب.
ويعتقد الليبيون في العاصمة على نطاق واسع
أن نظام القذافي يتنصت على مكالماتهم الهاتفية، كما أن الهواتف المحمولة لا ترسل
رسائل نصية قصيرة والطريقة الوحيدة للتحدث بحرية هي المقابلة الشخصية.
تردي الأوضاع وبدأ الاقتصاد في أنحاء طرابلس يعاني من
التباطؤ، وتوقف العمل في مسجد ذي قبة ذهبية في قلب المدينة وسكنت الرافعات التي
كانت تعمل يوميا خلال مرحلة انتعاش البناء في المدينة.
وفر المستثمرون والعمال الأجانب الذين كانت
تعتمد عليهم المخابز والمطاعم والفنادق، كما غادر البلاد العاملون الأتراك بفندق
ريكسوس الذي يقيم فيه الصحفيون الأجانب.
وأغلق في الحي القديم في طرابلس مطعم
(الآثار) الشهير الذي يطل على مجموعة من الآثار، ومنذ أسابيع ظهرت صفوف طويلة أمام
محطات البنزين، ولم يعد هناك أي من وسائل النقل العامة.