1. | تَطَـاوَلَ هذا الليلُ وامتَدَّ جـانِبـُهْ | أليـسَ لهُ صُبـحٌ تُنِـيرُ لَـواحِـبُهْ |
2. | ألا ما لهـذا الليل أمعَنَ في السُّـرى! | وطـالَ! وليلي لا تطُـول مَضاربهْ |
3. | وَكَيـفَ؟ وهذا القلب قَدْ زَادَ شَجوهُ | وعـادتْ همـومٌ في المَسـاءِ تغالبهْ |
4. | تباطَـأ لَيلي والهـوى يُسعِدُ الهـوى | فأيقظتُ نجمي بعدما غـابَ غاربهْ |
5. | إذا داعَـبَ العيـَنَ الرّقـادُ تمَـَرّدتْ | وهيَّجـها إفـكٌ نمـتـهُ كواذبـُهْ |
6. | فَزِعـتُ إلى الذِّكْـرِ الحَكيـمِ مُرتِّلاً | ألا عَزَّ مَرغـوباً كما عَـزَّ راغِبـُهْ |
7. | تَذَرَّعـْتُ بالهــادي النبيّ مُحمـدٍ | شَفيـعَ البرَايا لا يَخِيـبُ مُخاطِبُـهْ |
8. | وَقُلـتُ رَســولَ الله إنـا بِغـربةٍ | وأعـدَاؤنا كالليـلِ سُـودٌ ذوائِبُـهْ |
9. | تمرُّ بِنا الذكـرى وفي القلبِ لَـوعَـةٌ | وفي القلـبِ آلامٌ وفيـه متـاعِبُـهْ |
10. | إذا مولـدُ الهـادي أطَـلَّ تهلَّلـتْ | لهُ قَسمـاتٌ في القلـوبِ تُداعبـهْ |
11. | إلى صَـاحِبَ الذكـرى سَلامُ موَلَّهٍ | وآهـةُ مَكْـلُومِ الفُـؤادِ تُجـاذِبُـهْ |
12. | فيـا أمّـة الإسـلامِ هُبِّي كـريمـةً | حَنانيكَ إنَّ الحَـقَّ قَـدْ آبَ غائِبُـهْ |
13. | تجـرَّأَ نَـذلٌ مـارقٌ فانبــرى لهُ | ليوثٌ إذا مـا جَـدَّ خطـبٌ تحارِبُهْ |
14. | تجَـرَّأَ ذو جَهــلٍ فَـأَرداهُ جَهلُـهُ | وَكُلّ جَهولٍ سَـوفَ تَعْـيَا ركائِبُـهْ |
15. | جَهـولٌ وإنَّ الجهـلَ أودَى بِأهْـلِهِ | قديمـاً ولا يُهْـدَى إلى الحـَقِّ راكِبُهْ |
| | |
16. | يحـرِّكُ في الليل البهيـمِ مَكــايداً | وَتَمْشِي بهـا كالعِقْـرِبانِ كـتائِبُـهْ |
17. | وينفُثُهـا نَفْـثَ السُّـمومِ حَقـارةً | وَتُطْلقُـهـا حَيـَّاتُـهُ وَعَقـارِبُـهْ |
18. | ألا يا رسـول الله تفديـكَ مُهجَـةٌ | وَضَـلَّ عَـدوُّ الله ضَلَّـتْ مـذاَهِبُهْ |
19. | ألا يـا رَسـولَ اللهِ تفديـكَ أمّـةٌ | إذا مَا دَعـا دَاعـي الجِهـادِ تُواكِبُهْ |
20. | إذا عَـابَكَ العَادونَ قلنا ألا انظُـروا | سجـايا رسـولِ الله أيـنَ معايبُهْ؟ |
21. | سـَجـايا رسول الله يعرفُِها الـوَرى | وآبَ بخـِزيٍ مزدَريـهِ وَعَـائِبـُهْ |
22. | يعيـبُ رسـولَ اللهِ باللمـزِ مَعشَـرٌ | وإنَّ رَسُـولَ اللهِ جـمّ مَنـاقِبُـهْ |
23. | حليـمٌ حيِيٌّ كلّ مـا فيـهِ طيـبٌ | لقد طَابَ مَمْشَاهُ وَطَابَتْ مَسَـارِبهْ |
24. | بكـلِّ صفـاتِ البرّ صيـغَ محمـدٌ | وَمَنْ يَجهَـلُ الهـادي تَضِلُّ مَطَالِبُهْ |
25. | أبا القاسـمِ المختـار أنتَ شفيعُـنا | وَلَيسَ لنـا غَيـرُ الـوَلاءِ نُقَارِبُـهْ |
26. | تعاتِبُنـا الأيـام فيـكَ ومـا دَرَتْ | بأنّكَ فينـَا المُصطَـفَى عَـزَّ جَانِبُهْ |
27. | إذا ما اعتـدى عَـادٍ عليـكَ وسَبَّنا | "مَشَيْنَـا إليهِ بالسُّيـوفِ نعـاتِبُـهْ" |
28. | بني الحـقّ إنّ الحـقَّ ما زال مُشـرعاً | وَمُسْـرَجَـةً آسـادُهُ وَنَجـائِبُـهْ |
29. | تصــدّى لخيـر الخلق قِزْمٌ قميـئَةٌ | ألَمْ يدرِ أن الله سـوفَ يحاسِبـُـهْ |
| | |
30. | فيـا شـانِئـاً إن الرسـولَ منـارةٌ | وسَلْ عنهُ خَصمـاً بالعَداءِ ينـاصِبُهْ |
31. | سَلـُوا عنهُ من في الغـارِ أمسى رفيقهُ | وقـد ظهـرَت آيـاتهُ وعجــائبهْ |
32. | سَلـُوا عَنه مسراهُ ومن كـان خلفهُ | يصلُّون في الأقصى تقـدّس جـانبـهْ |
33. | سَلُـوا عَنه جبرائيـلَ وهـو يحفُّـه | إلى السدرةِ العصماءِ واليمنُ صاحبـهْ |
34. | سَلُـوا عَنه كلَّ الكَونِ إنسـاً وجِنَّةً | يُجِبكُم سجاياهُ تُجِبـكُم مَنَاقِبـُـهْ |
35. | وإنّ رســولَ اللهِ نــورٌ ورحمـةٌ | إذا زِدْتُمُو حِقـداً تَزيـدُ مَراتِبُــهْ |
36. | وشتّـانَ ما بيـنَ الوضيـعِ وفِعْـلِهِ | وبينَ رَفيعِ القَدْرِ تَهمـِي سحـائِبُهْ |
37. | فقُلْ لذوي الأهـواءِ موتـوا بغيظِكُمْ | ومَنْ رَكِبَ الأهواءَ كلَّــتْ مراكِبُهْ |
38. | ويـا شـانِئِيه أنتُمُـو شَـرّ ناعـبٍ | وهل ضرَّ بـدراً في الليالي نواعِـبُـهْ |
39. | وَمَنْ يَظـلمِ الهـادي ويجحدْ قَـدرَهُ | ففي النـّار مَثـواهُ وَسـاءَتْ عواقِبُهْ |
40. | وَإِنَّ رَسُــولَ الله يَعْـرِفـهُ الوَرَى | وَأَنْتُـمْ غُثـاءٌ لا تَضُـرُّ شَـوَائِبـُهْ |
41. | يَزِيـنُ رسولَ الله حِلـمٌ وحكمــةٌ | كما زانَ ليـلاً في دُجَـاهُ كَـواكِبُهْ |
42. | سَمَـتْ بِـكَ أخـلاقٌ وأنتَ محمدٌ | وشـانيكَ مَذْمـُومٌ دَهَـتْهُ نَوائِبُـهْ |
43. | إليـكَ رَســولَ الله أهْـدِي تحيَّـةً | مُعطرةً والحقُّ قد لاحَ لاحِبُــــهْ |
44. | وَعـُذراً رسـولَ اللهِ إنّي مُقَصِّــرٌ | وَقَـدْرُكَ لا يُحصِـيهِ ما أنا كَاتِبُـهْ |
45. | ويـا أمّـةَ الإسـلام هذا نبيــُّكُم | وذلـكُـمُ المـأفـونُ الله غـالِبـُهْ |