الصحّة من أكبر النِعَم التي أنعم الله بها على البشريّة بعد الإيمان بالله تعالى. وقد عهد لنا الله سبحانه وتعالى بالحفاظ على أجسامنا والاهتمام بصحّتنا، والذي سنُسأل عنه يوم القيامة. ويمكننا تحقيق هذا من خلال اتّباع نظام الحياة الصحّي الذي دائما يدعونا إليه الإسلام ويشجّعنا على تطبيقه من خلال ما جاء في القرآن الكريم والسنّة النبويّة في هذا المجال، ومنه الدعوة إلى التزام الطهارة والنظافة والاعتدال في الطعام والشراب وعدم الخمول أو الكسل.
ومن أهمّ الأمور التي جاء بها الإسلام وتساهم في توفير الحياة الصحيّة السليمة جسديّا وذهنيّا وروحيّا، هي الصلاة. يحثّنا الإسلام على الانتظام في تأدية فريضة الصلاة خمس مرّات في اليوم وفي أوقات محدّدة لكلّ صلاة. فعدا عن كونها فريضة عبادة وأداة شكر لله على نعمه، فهي تساهم في تعزيز الصحّة الجسديّة والنفسيّة للإنسان.
الفوائد الصحيّة للصلاة
على الرغم من أنّ الفوائد الصحيّة التي تضيفها الصلاة على حياتنا هي ثانويّة من حيث الأهميّة، إلاّ أنّه لا ينبغي تجاهلها لأنّها تشتمل على حركات جسديّة وتركيز ذهني عالي، فتأدية هذه العبادة بشكل منتظم خمس مرّات في أوقاتها المحدّدة خلال اليوم، مع القيام بالحركات قياما وقعودا كما ينبغي، يساهم في تعزيز الصحّة النفسيّة والجسديّة على النحو التالي:
•صفاء الذهن، حيث أنّها تدفع إلى التركيز، كما تفعل تمارين اليوجا، فتعمل بذلك على تحسين الصحّة النفسيّة وتعديل المزاج وتقوية الذاكرة، وبالتالي التقليل من القلق والتوتّر والاكتئاب والإجهاد.
•تعزيز أداء الدورة الدمويّة.
•تحسين عمليّة التنفّس.
•الوضوء خمس مرّات في اليوم وغسل الأيدي والوجه والفم والأنف أيضا يساهم في الاحتفاظ بالجسم طاهرا ونظيفا من الجراثيم التي تضرّ بالصحّة ويقللّ خطر الإصابة بالالتهابات البكتيريّة وتسوّس الأسنان.
•أوضاع الركوع والسجود تجعل العمود الفقري في وضع مريح فتقلّل بذلك الضغط على الأعصاب الشوكيّة وبالتالي تخفيف آلام الظهر، وبخاصّة لدى النساء الحوامل، بالإضافة إلى أنّها تساهم في الوقاية من التهابات المفاصل.
•وضع السجود مع تلامس الجبين واليدين والركبتين للأرض يساعد في خفض معدّل نبضات القلب إلى 10 مرّات في الدقيقة الواحدة.
•حركات الصلاة تقوّي عضلات قاع الحوض والتي بدورها تعزّز أداء الدورة الدمويّة ما يؤدّي إلى الحد من أعراض الضعف الجنسي.
•تشير الدراسات إلى أنّ القيام بـ 12 ركعة في اليوم تعادل 30 دقيقة من التمارين الرياضيّة الخفيفة يوميّا، وهو ما يوصي به خبراء الصحّة على الدوام.
مع أنّ الحركات الجسديّة في الصلاة معتدلة من حيث شدّتها، إلاّ أنّه من المعروف أنّ الاعتدال والانتظام في أداء الحركات أفضل بكثير من ممارسة التمارين القاسية بشكل فجائي وغير منتظم.