زوجات في الحافلة

موضوع: زوجات في الحافلة 2013-03-13, 08:17

الداعية تهاني الشروني

جمعني بهن لقاء عابري بهن لقاء عابر في إحدى وسائل المواصلات، ورغم أن مدة اللقاء كانت حوالي الساعة والنصف تقريبا، ولكنه كان لقاءًا مليئا بالعجائب.

كانت مجموعة من الشابات الصغيرات في بداية حياتهن الزوجية، أربع نساء في أوج شبابهن تجمعهن معرفة وزمالة دراسة سابقة

بالطبع لم أتعمد الاستماع لحديثهن فقد كانت أصواتهن مسموعة لكلمن في الحافلة الخاصة، وكان النقاش يشتد بينهن وتعلو الأصوات بالآراء.

بدأ الحوار بينهن هادئا بعض الشيء، مملوءًا بالفرحة والسعادة فقد التقين بعد فترة انقطاع وأخذن يتجاذبن الحديث بالتحيات والسؤال عن الأحوال والصحة والأمور العامة وبدأن يتعرفن على الواقع الشخصي والعائلي الذي سارت كل منهن فيه.. عن الأزواج والأطفال والظروف الأسرية التي تعيش فيها كل واحدة.

أخذت إحداهن وكانت فيما يبدو أكبر قليلا من البقية تسرد صورًا من حياتها الزوجية، وتحكي بزهو كيف أن أمور حياتها بيدها، وأن زوجها يطيعها دائما، وأنها هي التي تتخذ القرارات، وعندها ردت عليها أخرى بكلمات فيها شيء من الأسى والأسف بأنها على العكس منها، كل شيء في حياة أسرتها لا يتم إلا بأمر زوجها وتحت إشرافه، وعند ذلك أجابتها الأولى بأن ذلك لا يصح أن يكون، واتهمتها بأن شخصيتها ضعيفة وأنها سرعان ما ستندم حين تجد نفسها على هامش الحياة.

وانضمت الثالثة للحديث لتحكى عما تعانى منه وكيف أن زوجها رجل طيب ويحبها، ولكنه على حد قولها لا يرفض لوالدته أي طلب،ووالدته بدورها لا تألو جهدًا في التدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياة ابنها الوحيد وأسرته، وقد باءت محاولات الزوجة في أن توقف حماتها على مسافة من حدود حياتها الزوجية، فقد غضبت غضبًا شديدًا، وكل محاولة للحفاظ على خصوصية واستقلال لحياتها كانت تسبب تصاعد للمشكلات، وتعقيد للعلاقة بينها وبين زوجها، ولخصت أمنيتها في أن تبتعد هي وزوجها عن هذه الأم التي وصفتها بـ"الكارثة".

وأخذ الحوار يتصاعد بين الزوجات، إحداهن تحكى والأخرى تعلق ثم تعود واحدة منهن لتسرد مشكلة فتنبري الأخريات لتقديم حلول متناقضة كل حسب وجهة نظرها، وما يتراءى لها من آراء، وتختلف الآراء وتتنازع الأهواء، وخيم على اللقاء سحابة من الكآبة والحزن، فكل منهن ترفض شيئا في الأخرى ثم تعود لتنقم على جانب من حياتها.

وبدا لي أن الرابعة لا تشاركهن الحديث إلا بكلمات قليلة مبتورة وحين تحاول إحداهن جذبها للمشاركة تكتفي بابتسامة باهتة ثم تعود لصمتها، ولكنني تعجبت لها فقد كانت تصغي إليهن بتركيز دون اكتراث بالاعتراض أو المقاطعة أو سرد الحكايات.

ولم أستطع إلا أن أحاول أن أتدخل محاولة منى لإنكار ما يحدث، من غيبة وإفشاء أسرار تؤتمن المرأة على حفظها، وحياة لا ينبغي عرضها في الطرقات، بين التفاخر والشكاية.

وأخذت أستجمع كل الأساليب الحسنة للمشاركة في الحوار واقتربت من هذه الصامتة لعلها تكون المدخل لي لنصحهن جميعا وسألتها إذا ما كانت متزوجة مثلهن فأجابت بأنها معقود قرانها وتستعد لإتمام الزفاف، فقلت لها ولكنك تصغين إليهن بكل جوارحك، فهل تستفيدين من الحوار؟

نظرت إلىَّ حائرة، وقالت: أحاول أن أتلمس طريقة لبدء حياتي الزوجية من خلال تجاربهن.

وجدتها بداية ممتازة للحوار معهن، فبدأت الكلام بالتذكير بالله سبحانه، وقوله تعالى:{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}، وبفضل الله شعرت أن قلوبهن بدأت تصغي.

ثم وجهت لهن سؤالا لجذبهن إلى النصيحة، ومنعًا لإثقال الموعظة، وكان السؤال: من منكن تريد أن تحيا حياة طيبة في الدنيا، وتجنى ثمار رضا الله عليها في الدنيا والآخرة؟

فكان جوابهن جميعا: كلنا نريد ذلك، ولكن كيف السبيل؟

فكان هذا جوابي لهن، وقد حدثت بقلبي قلب كل واحدة منهن.

* احذري عليكِ رقيب

- ابنتي الغالية إن منهجنا في الحياة هو اتباع هدى الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الهدى النبوي الذي لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أوضح لنا فيها طريق النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة، ولقد أوضح لنا النبي الصادق أننا مؤاخذون بحصائد ألسنتنا، لذا أيتها الابنة الحبيبة فقد تقولين كلمة لا تلقى لها بالا ولكنها تؤثر في من يسمعها وتحرك فيه مشاعر قد لا تحمد عقباها والأهم من ذلك أنك قد تستمعين لكلمات من إحداهن تجعليها ميزانًا لحياتك، وهي في الحقيقة بذور دمارها.

- إن الحياة الزوجية تقوم على المودة والرحمة، وجعلها الله ميثاقا غليظا، هذه الحياة لها خصوصيتها، وتبنى العلاقة فيها على الستر.

ابنتي الفاضلة حتى تنجحي في حياتك الأسرية عليكِ أن تحفظي أسرارها، فلا تكون أبدا موضع نقاش علني، فان أحاديثنا العلنية قد يغلب عليها التجمل والتعصب للآراء والأفكار، ولكل زوجة موازينها الخاصة بها ولها شخصيتها المستقلة وأسلوبها فى إدارة حياتها، وقد وهب الله كل منا قدرات ومعايير وهبات خاصة،

وحين يجمع الله بين رجل وامرأة في حياة زوجية قائمة من البداية على القبول من كل طرف للآخر، فلا يمكن أن تستعير واحدة طريقة حياة أخرى لتطبقها على حياتها.

وهذه الحوارات التى يطلع فيها البعض على خصوصيات الآخر غالبا ما تأتى بسلبيات يعانى منها الجميع، فاحذري أيتها الزوجة الصغيرة،يا من لا تملكين غالبا الخبرة الكافية في تنقية ما تسمعيه، فلا تلقى سمعك إلى النصائح العامة لتأخذي منها وتتركي، وتتأثري رغمًا عنك بقصص لا تعلمين مدى صحتها أو دقتها أو ملابسات حدوثها.

وإن أردتِ نصحا نافعًا فليكن في استشارة خاصة تحاط بالسرية، وتعود عليكِ بالنفع، واحرصي على أن تكوني ممن مدحن الله بأنهن صالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله فتحصلين على ثواب الدنيا والآخرة.

موضوع: رد: زوجات في الحافلة 2013-03-13, 08:46

موضوع فى منتهى الروعة اختى فارسة ونصائح لا غنى عنها اسال الله ان تعم بها الفائدة ويجعلها فى ميزان حسناتك

موضوع: رد: زوجات في الحافلة 2013-03-13, 14:03

موضوع حلو يا فارسه تشكري عليه

ان شاء الله نقعدوا ديمه من المحافظات على اسرارنا الزوجيه

موضوع: رد: زوجات في الحافلة 2013-03-15, 01:49

جزاك الله خيرا
موضوع تشكرين عيه
ابدعت فى مواضيعك وبالاخص هذا الموضوع

موضوع: رد: زوجات في الحافلة 2013-03-15, 01:50

أحبكي في الله الله يرزقكي الجنة

موضوع: رد: زوجات في الحافلة 2013-03-15, 02:08

بارك الله فيك وربي يرزقك الزوج الصالح موضوع غاية في الاهمية فارسة جزاكي الله الجنة وربي يجعلنا من الحافظات لاسرارهم

موضوع: رد: زوجات في الحافلة 2013-03-15, 10:12

جزاكي الله الجنة ابدعتي موضوع رائع

موضوع: رد: زوجات في الحافلة 2013-03-20, 23:10

اللهم أجعلنا من الصالحات التى مدحهن الرسول عليه الصلاة والسلام
بارك الله فيك فارسة السنة