"شهيدة البحر" الصحابية أم حرام .. نموذج لجهاد المرأة المسلم

"شهيدة البحر" الصحابية أم حرام .. نموذج لجهاد المرأة المسلم

** معتز بالله محمد

فرحة عارمة، اكتنفت الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه، عندما وصله جواب الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، يأذن له بتأسيس قوة بحرية عسكرية، للمرة الأولى في التاريخ الإسلامي.

وكان "معاوية" رضي الله عنه أمير ولاية الشام آنذاك تواقا لغزو البحر، لإدراكه حقيقة الخطر الذي يمثله الروم، بسيطرتهم على البحر المتوسط، وإعادة احتلال الإسكندرية عام 25 هـ، ما ولد لديه قناعة بضرورة السيطرة على البحر لحماية الثغور، وتمهيداً لفتح أوروبا خاصة القسطنطينية، التي بشّر بها رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قد رفض من قبل طلب معاوية رضي الله عنه، حرصا على أرواح المسلمين الذين يجهلون ركوب البحر ومخاطره.

لذلك جاءت موافقة الخليفة عثمان بن عفان على إنشاء الأسطول البحري بشرطين، أن يشارك معاوية -رضي الله عنه- شخصياً وأفراد أسرته، ليطمئن الخليفة عثمان إلى كون هذه الخطوة آمنة، أما الثاني فألاّ يُلزم معاوية-رضي الله عنه- أحداً مِن جنود المسلمين، بالمشاركة في العمليات البحرية، بل يخوضها المتطوعون.

البشارة النبوية

وبعد بناء سفن الأسطول الإسلامي الأول، في دار الصناعة بميناء طرابلس، حيث تتوافر أخشاب الصنوبر اللبناني القوي والبلوط والعرعر، التي تصلح لبناء السفن، بالإضافة إلى استصلاح السفن التي غنمها المسلمون من البيزنطيين، تم فتح باب التطوع سنة 28هـ 649م، فأقبل المسلمون أفواجا رجالا ونساء، لنيل شرف تحقيق البِشارة النبوية، التي أُطلقت من بيت الصحابية الجليلة أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها، بعبور المسلمين للبحر وفتحهم لجزيرة قبرص.

فقد روت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "استيقظ من قيلولته نهاراً وهو يضحك، قالت: يا رسول اللَّه، ما يُضْحِكُكَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: ‏"‏عَجِبْتُ من قوم من أُمَّتِي يركبون البحر الأخضر، كَالْمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَّةِ‏"‏‏.‏ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ‏.‏ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: ‏"أَنْتِ مَعَهُمْ‏".‏ ثُم نام، فاستيقظ وهو يضحك فقال مِثْلَ ذلك مرتَيْن أَوْ ثلاثًا‏.‏ قُلْتُ: يا رسُولَ اللَّهِ، ادعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعلَني مِنهم‏.‏ فقال صلى الله عليه وسلم: ‏"أنتِ من الأَوَّلِينَ‏"‏. (رواه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب رُكُوبِ البحر، الحديث رقم: 2932، ورواه مسلم أيضاً، وغيرهما).

وهذه الصحابية الجليلة، هي أم حرام بنت ملحان الأنصاري الخزرجي رضي الله عنها، وهي خالة الصحابي "أنس بن مالك"، الذي قضي حياته منذ أن كان في الثامنة من عمره في خدمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وصار من كبار الصحابة ورواة الحديث الشريف .

تزوجت أم حرام في بدايه حياتها عمر بن قيس -رضي الله عنه-، الذي شارك في غزوة بدر عام 2هـ / 623م ثم استشهد في غزوه أحد، ثم تزوجت الصحابي عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- . وهي السيدة التي بايعت الرسول الكريم، وكانت من المسلمات اللاتي أحبهن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لصلاتها وعبادتها وكرمها وحسن ضيافتها.

على سواحل قبرص

أبحر أسطول المسلمين المكون من 120 سفينة من ميناء عكا، ورسا على ساحل قبرص وأغار المسلمون عليها حتى اضطروهم إلى طلب الصلح من معاوية-رضي الله عنه- ، الذي أجابهم إليه بشروط؛ أهمها: ألاّ يقاتلوا المسلمين، ولا يعاونوا الروم على ذلك، بل عليهم أن يبلّغوا المسلمين بما يهدِّد أمنَهم من تحركات الروم، وأن يعيِّنَ المسلمون عليهم قائداً من أنفسهم، وأن يدفعوا الجزية.

حملة الصحابة

ضمت هذه الحملة عددا كبيرا من الصحابة رضوان الله عليهم، بل إن معظمها كان منهم، ومن بينهم معاوية بن أبي سفيان وأولاده وزوجته وأخته بنت قرظة، وأبو أيوب خالد بن يزيد بن كليب الأنصاري، وأبو الدرداء، وأبو ذر الغفاري، وعبادة بن الصامت، وفضالة بن عبيد الأنصاري، وعمير بن سعد الأنصاري، ووائلة بن الأسقع الكناني، وعبد الله بن بشر المازني، وحسان بن ثابت شاعر الرسول رضي الله عنهم جميعاً.

استشهادها

في طريق العودة إلى بلاد الشام جاءوا لأم حرام بدابة لتركبها إلى المرفأ، فحاصت الدابة فسقطت عنها على عنقها فماتت شهيدة رضي الله عنها، لتتحقق بذلك النبوءة الصادقة للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث شاركت أم حرام مع الأولين، واستشهدت بعيد المعركة فلم تشارك في الغزوات التالية.

المرأة الصالحة

استشهدت أم حرام وكان عمرها حينذاك 86 عاماً، وكان ذلك في عام 29 هـ ، 649م، ودفنت في نفس الموضع الذي سقطت فيه، والذي يعرف باسم "قبر المرأة الصالحة"، ، والموجود في مدينة "ليماسول" القديمة القريبة من مدينة لارْنَاكا.

ويبقى قبر الصحابية الجليلة في قبرص، شاهدا على استبسال المرأة المسلمة، واستعدادها للتضحية في سبيل الله حتى الشهادة، دون تفريق بين البر والبحر.

وعند جامع " لارناكا الكبير" - الذي شيد سنه 1231هـ /1881م - من أشهر جوامع قبرص, ويوجد عنده قبر ام حرام رضي الله عنها، ويطلق عليه هناك جامع هاله سلطان من الكلمة التركية "خاله" وتمت به أعمال ترميم تحت رعاية الأمم المتحدة عام 2005، شارك فيها القبارصة الأتراك واليونانيين لإرساء دعائم السلام بينهما، ويعد هذا المسجد بما يحويه من زخارف وقباب، تحفة معمارية للفن العثماني.

بارك الله فيك وأحسن الله خاتمتنا

اللهم امين

جزاك الله خيرا سناء

بارك الله فيك اختى فارسة السنة وجمعنا الله بشهيدة البحر وبكل الصحابيات والمؤمنات في جنات الخلد اللهم آمين

بارك الله فيك على ها المعلومة اول مرة أسمع بها شهيدة البحر

جزاكي الله خيرا على القصه الرائعه اول مره نسمع بيها

اللهما ارزقنا حسن الخاتمه

أم محمد كتب:: بارك الله فيك اختى فارسة السنة وجمعنا الله بشهيدة البحر وبكل الصحابيات والمؤمنات في جنات الخلد اللهم آمين

اللهم امين

بارك الله فيك ام محمد سعيدة بمرورك الطيب

ام مآب كتب:: بارك الله فيك على ها المعلومة اول مرة أسمع بها شهيدة البحر

هذه المرأة العظيمة قصتها عجيبة اختي ام ماب أسأل الله تعالى ان يجمعنا

تعالى ان يجمعنا بها في مستقر رحمته

تسلمي اختي نورت الموضوع حفظك المولى

حبوبه كتب:: جزاكي الله خيرا على القصه الرائعه اول مره نسمع بيها

اللهما ارزقنا حسن الخاتمه

اللهم امين

بارك الله فيك حبوبة سعيدة بكرورك الطيب

» دعوة المسلم لاخيه المسلم في ظهر الغيب (دعواتكم اخواتي)
» نساء ليبيا: حرية المرأة في حجابها وقفة احتجاجية في ليبيا لتأييد حجاب المرأة
» ما هي عورة المرأة أمام المرأة؟
» الصحابية التي شربت من ماء السماء
» قطع المسلم نومه لصلاة الفجر