بعض الآباء والأمهات، خاصةً الجدد يخشون من تقبيل واحتضان أطفالهم الصغار كثيراً خوفاً من إفسادهم بالتدليل، لكن الحقيقة أن الحنان عامل هام لتنشئة طفل سوى. اقرئى لتعرفى أكثر.
احتياج الطفل للاحتضان والتدليل يبدأ فى وقت مبكر عما نتصور. حمل طفلك خلال السنة الأولى من عمره له أهمية كبرى فى تنمية شخصيته. إذا لم يستمتع طفلك بكم كاف من اللمس والحنان، قد يميل عندما يكبر للانطواء والبعد عن الناس. لذا حتى ولو لم يطلب طفلك بشكل مباشر أن تحتضنيه، فهذا لا يعنى أنه ليس بحاجة لحضنك. فى رحم الأم، يكون كل جزء من جسم الجنين ملاصق للسائل الأمنيونى وقد يكون هذا هو السبب فى حنيننا للمس. منذ حوالى عامين، أوصت منظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية بوضع الطفل بين ذراعى أمه بعد الولادة مباشرةً ملتصقاً بجسمها. بهذه الطريقة ستشعره أمه بالدفء الجسدى والنفسى أيضاً. وقد لوحظ أن هذه الطريقة تجعل لبن الأم ينزل مبكراً كما تحافظ على كميته.
لهذا السبب يؤكد أطباء الأطفال والأخصائيون النفسيون على أهمية احتضان الطفل. عندما يبكى الطفل ذو العامين، لتهدئته، لا تفكرى مرتين فيما إذا كان يستحق أن تحتضنيه أم لا، بل يجب أن تأخذيه على حجرك وتقربيه إليك. اللُعَب حتى الدببة التى زاد استخدامها منذ عدة سنوات هى بديل غير كاف لإشباع حاجة الطفل للمس. احتضان الطفل ومعانقته يجعل الطفل يشعر بالأمان كما أنه يقوى من تقدير الطفل لذاته. كلما كان الطفل صغير كلما كان غير قادر على فهم الأشياء الغير ملموسة، لذلك فإستخدام الكلام أو تعبيرات الوجه لإظهار الحب والحنان قد لا يكون كافى.
لأهمية الحضن، تحتفل بعض الدول فى العالم بيوم معين فى السنة ويسمونه يوم الحضن! اغمرى طفلك بحنانك واجعليه يراك وأنت تعبرين عن هذا الحنان لكل أفراد الأسرة سواء كان أطفالك الآخرين أو زوجك. بعض الأطفال يكونون من النوع الذى لا يحب الالتصاق الجسدى – ببساطة هم يكرهون اقتحام أى شخص لجسمهم أو قد يشعرون إذا أظهروا عواطفهم أنهم عراة. هؤلاء الأطفال يجب أن يعرفوا أن الاحتضان عادة صحية ومفيدة ويجب تشجعيهم عليها (ولكن دون إجبارهم).
الاحتضان يكون له تأثير فورى سواء على الحاضن أو على من يتلقى الحضن – فهذا الاحتضان يخلق رابطة بين الاثنين حيث أن الجلد أيضاً عضو من أعضاء الإحساس يحتاج للإشباع. الحضن ببساطة هو تعبير طبيعى لإظهار الحب والاهتمام. لا يوجد سن معين يجب أن يتوقف فيه الآباء والأمهات عن احتضان أبنائهم بحجة أنهم كبروا على الاحتضان. يجب أن يتم تشجيع أبنائنا حتى فى سن المراهقة على التعبير عن حنانهم، فسريعاً ستكون لهم أسرهم حيث سيمارسون معها هذا الحنان الذى تعلموه فى بيوت آبائهم.
من العلاجات البديلة الشائعة هذه الأيام هو ال”ريكى” وهو علاج يقوم على نقل الطاقة عن طريق اللمس. “ريكى” هو أسلوب يابانى يتضمن وضع اليدين على المكان المريض لبضع دقائق. يؤدى هذا العلاج أيضاً إلى خفض التوتر وزيادة الاسترخاء مما يزيد من سرعة الشفاء.
الاحتضان يستخدم الآن كوسيلة فى علاج بعض الأمراض العضوية لأن الأبحاث تشير إلى أن الاحتضان قد يؤدى إلى تغيرات عضوية إيجابية. اللمس يحفز أطراف الأعصاب مما يساعد على تخفيف الألم. الآن هناك نوع من العلاج يعرف باسم العلاج باللمس يوصف للمرضى الذين يعانون من حالات مزمنة.